من المؤكد ان للثورة الحسينية المباركة ابعاداً لم تتمكن عقول الناس ادراكها رغم مرور كل تلك
السنين . فهناك بعض الخفايا والاسرار عن واقعة كربلاء قد كشف عنها الائمة
المعصومون بعد زمن معين , وعلى ما يبدو فان القسم الاكبر لم يُكشف لحد الان .
وهذا بالتأكيد لا يشمل كل ابعاد هذه الثورة , بل ان هناك الكثير
من الدروس والعِبر الواضحة علينا الالتزام بها من
باب المولاة والطاعة والاتباع والاقتداءاً بمنهج اهل البيت (ع) . ولعل من اوضح
واجلى تلك الدروس التي قدمها ابو عبد الله الحسين ( ع) هو محاربة الظلم والفساد من
خلال شعاره الذي رفعه وهو يُقدم على تلك الثورة المقدسة , حيث قال " اني لم أخرج أشِراً ولا بطِراً ولا
ظالمأ ولا مفسدأ , انما خرجت لطلب الاصلاح في أُمة جدي "
وهنا يمكن ملاحظة نقطة مهمة جداً في شعار الامام الحسين " عليه السلام
" وهي التأكيد على استخدام لفظتي " مفسداً " و
" الاصلاح " , فهذا انما يدل على قداسة هدف الاصلاح وقبح الفساد
, ويمكن القول ان الاصلاح كان جندياً في خندق الحسين " عليه السلام " والفساد كان جندياً في خندق اعداء الحسين "
عليه السلام " . وكل من درس الثورة
الحسينية المباركة يدرك بما لا يقبل الشك انه ليس لتلك الثورة ارتباط زماني او
مكاني واحد , انما هي شعاع يمر عِبر كل مكان وصوت يصل الى كل زمان مهما تباعدت
الامكنة وطالت الازمنة . إذن فهي الحرب
المتواصلة , والاصلاح المتواصل , وهذه هي الميزة التي اختصت بها تلك الثورة
المعطاء دون غيرها.
فإذا كان الامركذلك , فيمكن ان نتصور ان كل المفسدين الظالمين في يومنا هذا
هم الجنود الذبن يواصلون الحرب على الحسين " عليه السلام " وكل المصلحين
والرافضين للفساد هم جنود الحسين " عليه السلام " . كما ولا يمكن
استثناء الساكتين عن هذا الظلم والفساد من محاربة الحسين " عليه السلام
" , او لا على الاقل من خذلان الحسين " عليه السلام " ., فليعلم
المفسدين والراضين بهم والساكتين عنهم ان فسادكم سيوف ورماح تغرسوها في صدر الحسين
" عليه السلام " فتعساً لكل المفسدين هذا الخسران المبين الذي ما بعده
خسران
وعلى الجانب الاخر , فلعل ابرز الشخصيات التي واجهت الظلم والفساد بكل
اشكاله وبكل ممثليه هي شخصية المرجع الديني الاعلى سماحة السيد محمود الصرخي
الحسني . وهذا الكلام لا يأتي من فراغ , بل ان للسيد مواقفاً مشهودةبالقول والفعل في هذا المجال , وبياناته ودعواته
لاتباعه للتظاهر ضد كل اشكال الفساد لا ينكرها القريب او البعيد . وهذا تجسيد
لنصرة الحسين " عليه السلام " . فهنيئاً لك ايها السيد الجليل هذا
الموقف الناصر لسبط الرسول الاكرم وجعلنا الله معك على هذا الطريق بحق الحسين
الشهيد " عليه السلام "
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق