الأعلم بالفقه أم بالأصول... السيد الصرخي يُجيب

كل من يؤمن بالاجتهاد والتقليد ويُقلد مرجعاً من المراجع لإعتقاده أنه
الأعلم من الباقين حسب الحجة الشرعية وإطمئنانه الناشىء من مناشىء عُقلائية
قائمة على الأدلة الموضوعية وليس الاطمئان النفسي او العاطفي المجرد عليه
ان يلتفت الى قضية مهمة وهي مع تعدد المرجعيات فأنه بالملازمة يتعدد وجود
الأعلم وهو مستحيل واقعاً
اي لايمكن ان يكون بنفس الوقت عدد من المراجع
كل واحد منهم أعلم ..فمَن منهم غير أعلم في هذه الحالة حتى يكون غيره أعلم
منه ؟! والاجابة ان تعدد الأعلم المرجع هو في عالم الظاهر... أما في عالم
الواقع فالأعلم واحد لا يتعدد..أي ان ما موجود الآن من مراجع في الساحة
الشيعية أحدهم واقعاً أعلم من الآخرين..والسؤال هنا بأي من العلوم يقال ان
العالم الفلاني أعلم ؟ ولم يأتِ هذا السؤال من فراغ بل جاء بعد جدل وكلام
دار في اورقة الحوزة وخارجها فمنهم من قال الاعلم هو الأعلم بالفقه ومن قال
الأعلم بالاصول ؟ ولهذا أسباب أهمها وأصلها النزول الى ساحة الاعلمية
والمرجعية مع طرح الدليل الاصولي (بحوث اصولية عالية) الدال على الأعلمية
(السيد الصدر قدس سره سابقاً والسيد الصرخي الحسني حالياً ) مما سبب ضغطاً
وحرجاً على الآخرين فكان الرد ان الأعلم ليس بالأصول بل الأعلم بالفقه..اما
لعدم وجود وامتلاك البحث أوالدرس الاصولي أصلاً..واما لوجوده ولكن ليس
بمالمستوى الذي يمكنه من الصمود والثبات ؟ ولكن الذي نتفاجأ به ان الجواب
كهذا دال وكاشف عن عدم أعلمية صاحب الجواب لا بالفقه ولابالاصول ؟! وجواب
كهذا ناتج اما عن سوء فهم او لعدم المعرفة والاحاطة التامة بالعلاقة بين
علمي الاصول والفقه .. وأما ان الجواب جاء عن معرفة بالعلاقة بين العلمين
ولكن قُصد منه التغرير والخداع للمكلف المسكين حتى لايتلفت ويرتب الآثر
لاصحاب البحوث الاصولية العالية المقرونة بدعوى الاعلمية ؟! ورفع سؤال من
الأعلم بالفقه أم بالاصول الى سماحة السيد الصرخي الحسني دام ظله وجاء
الجواب شافياً كافياً وتاماً حيث أجاب سماحته دام ظله (
...............يكون التفاضل والترجيح للأعلم في علم الأصول لانه أكثر
ذكاءاً واوسع ذهناً واكفاً واقدر واكثر التفاتاً للنكات في عملية الاستنباط
ومن تمكن من الأصول أصبحت باقي العلوم تحت قدرته وهو متمكن منها بالفعل
والقوة خاصة في العلوم التي لها مدخلية في عملية الاستنباط وحينئذ يقال إن
الأعلم هو الأعلم بالأصول ..فاذا قلنا ان الأعلم هو الأعلم بالفقه فالمفروض
ان هذا الكلام يكشف ان هذا العالم أعلم بالأصول والا لما أصبح أعلم بالفقه
, وعليه فمن قال ان الأعلم هو الأعلم بالفقه وكان يقصد الفصل والتفريق بين
الفقه والأصول وان الأعلم بالأصول لا مدخلية له في الأعلمية لمرجع التقليد
, فان مثل هذه الدعوى تكشف ان مدعيها ليس أعلم في الاصول وهذا بدوره يكشف
عدم أعلميته في الفقه لما بيناه أعلاه من مدخلية الأصول والأعلمية في
الأصول في عملية الاستنباط .......................) انتهى
وهنا أقول لإختزال وإختصار عملية البحث والفحص عن الأعلم واقعاً على المكلف ان يتبع الطرق المنطقية منها
1- الترجيح والمفاضلة بين من يملك البحوث الاصولية العالي
2- من لايملك البحوث الاصولية يكون خارج المفاضلة والترجيح
3- مع وجود المدرستين الاصوليتين للسيد محمد باقر الصدر قدس سره والسيد
الخوئي قدس سره عليه يعرف ان الأرجح والأقوى اصوليا هي مدرسة السيد محمد
باقر الصدر قدس سره وهذه تخرج من يملك البحوث الاصولية من مدرسة السيد
الخوئي خارج المفاضلة والترجيح
4- بعدها ينحصر الترجيح والمفاضلة بين من يملك البحوث الاصولية العالية في مدرسة السيد محمد باقر الصدر قدس سره
5- من يفهم مباني الأعلم ويستوعب كل بحوثه ونظرياته ويرد على الآخرين فهو أعلم الجميع
6- السيد الصرخي الحسني دام ظله فهم مباني الاعلم السيد محمد باقر الصدر
قدس سره ورد على الاخرين واثبت تمامية مبانيه وتحدى بالرد او بيان اشكال او
ركاكة في بحوثه الاصولية الفكر المتين والتبين في الفكر المتين ولحد هذه
اللحظة لايوجد أي رد أو إشكال ....!
كل ماقلته في النقاط أعلاه خاضع
وتحت قاعدة (نحن أتباع الدليل حيث ما مال نميل ) قول المعصوم عليه السلام
وهي ملزمة لنا جميعا..حتى لايقال جر وترتيب للكلام حسب التقليد او(كلٌ يجر
النار لقرصته ) فما على المطلع سوى التأكد والتدبرولمس الدليل بنفسه .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق