بقلم / هيام الكناني
..............
من المعروف ومنذ القدم بان ارض العراق هي مهد الحضارات الإنسانية, حيث كانت الأم التي أنجبت الحضارات والتي نقلت البشر من عصور ما قبل التاريخ إلى واقع الإنسان المتحضر , ونظرًا لما تتسم به أرض العراق من مميزات جغرافية فريدة فقد كانت من مواطن الاستقرار البشري الأولى في العالم , وعرفت الحضارة الإنسانية بدايات نشوئها متمثلة في أرقى حضارة زراعية وصناعية عرفها الإنسان حينئذ حيث عرف النار وكيفية توليدها,وكذلك صناعة الفخار وأدواته المبكرة .
الحضارات ازدهرت في بلاد وادي الرافدين لآلاف السنين قبل إن تظهر حضارات المصريين و الإغريق و الرومان, فالعراق يمتلك الكثير من الحضارات منها الحضارة السومرية والتي امتازت بأنها من أول من اخترع الكتابة والعجلة والكثير الكثير من الامتيازات التي نشطت في مهد حضارة السومريين وليس هذا فحسب فالعراق يمتلك الحضارة الأكدية والآشورية والحضارة البابلية التي اعتبرت أعظم مدينة في تاريخ العراق القديم , ومن أعظم ملوكها في العهد البابلي حمورابي الذي سن قانونًا موحدًا للبلاد , جمع فيه القوانين المطبقة في مختلف المناطق التي ضمتها دولته الجديدة, وانتقى منها مواد تشريعية لكل القضايا واحتمالاتها , وسطرها على مسلته الشهيرة
العراق بلد امتاز بأرضه وسمائه وحضارته العريقة وعلى طول الدهور وهكذا ينشأ البلد حضاراته بمساعي أبنائه بجهودهم وحرصهم عليه ولكن !!!
اليوم ماذا جرى وماذا حدث لهذه الحضارات ؟! تحطيم لمباني الإنسان القديم والذي أبدع في بناءها وإرساءها ,تحويل الفكر إلى فكر متشنج محطم ومقيد لا يستطيع أن يقدم شيء كما فعل الأقدمون ,قيود اجتماعية وسياسية واقتصادية وسياسية هي السجن المباشر لإمكانات البشر .
إن مشاكل الإنسان تحجم من طاقاته الفعالة وتجعل منه محط تفكير ضيق حول معيشته, والمفروض بنا أن نكون ضد الانفلات الذي يقود إلى الانحلال والانهيار, كما نحن ضد التسلط والقسوة والتمييز والتي تشل الفرد وتحجم طاقاته الفعالة وتحويله إلى إنسان كسول كثير الكلام قليل الفعال ...
هيا .... فلنكسر ... القيود
ولنبدأ خطوة بخطوة ..ولنغير انتمائنا وولائنا الضيق مثل الولاء للمدينة أو الحزب أو العشيرة أو القرابة , ولنجعل ولائنا للوطن وولائنا لحضاراتنا ولنعيد أمجادنا ونحفظ تراثنا كما أشار لذلك سماحة السيد الصرخي الحسني في إحدى بياناته بيان رقم -41- ( آثارنا تربطنا بأرضنا )
{.... فالآثار القديمة يجب صيانتها والحفاظ عليها لأنها تربطنا وتشدنا لأرضنا وعراقنا الحبيب وشعبه العزيز والمفروض أنها توحّدنا لوحدتنا القديمة الأزلية على أرض الرافدين التي تكشفها وتعبّر عنها الآثار القديمة ، فهي فخرنا وعزّنا لأنها تضيف عنصر وأساس قوة لنا ولأرضنا فيصح أن نقول بل الواقع يثبت أن العراق أصل ومنبع الحضارات وأرض الأنبياء وشعب الأوصياء والأولياء الصالحين الأخيار ، نعم عراقنا عراق الحضارة والنبوة والإمامة والولاية الصالحة العادلة ، ولولا الاحتلال وقبله الدكتاتورية ولولا الفساد والمفسدين ولولا العملاء والمنتفعين لاستثمرت الآثار والمناطق الأثرية على أفضل وانجح استثمار ولأصبحت ثروة وطنية كبرى كالنفط والزراعة ، لكن أين النفط وأين الزراعة بل أين الإنسان العراقي ، وبالتأكيد تقول أيضاً أين الآثار والسياحة والتراث الديني والوطني والقومي وغيرها أين هي ؟!!..} .
وللإطلاع على المزيد يرجى زيارة هذه الصفحة
http://www.al-hasany.com/index.php?pid=51
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق