اضافة

الأحد، 16 مارس 2014

الحلول الجذرية لمكافحة التكفير والطائفية



إن سمة الاعتدال والوسطية هي من أبرز السمات التي تألق بها الإسلام وحث عليها وأمر بها ، رسمت صورة مشرقة عكست محاسنه وتبنيه ورعايته للمثل الأخلاقية العليا، والقيم الإنسانية الكبرى ، والتي ينبغي أن تُتَرجم على مستوى الفكر والأخلاق والسلوك والتطبيق، وليست مجرد موقف بين التشدد والانحلال ، لأنها منهج عملي قرآني حاضر في كل مجالات الحياة ، ولأنَّ الأمة جانبت هذا المبدأ وهجرته واستبدلته بخط التطرف والتشدد والغلو والتكفير، أصابها التصدع والتشظي والتمزق والضعف والهوان ، وهذا ما يُسر ويُفرح أعدائها الذين يُغذون ويدعمون كل تطرف وتكفير، فما تعيشه الأمة اليوم من صراع وتناحر واقتتال وتكفير طائفي لهو من إفرازات ونتائج العزوف عن منهج الوسطية والإعتدال ، ولهذا برزت وتبرز وتتأكد الحاجة الملحة الضرورية للعودة بالأمة إلى حاضنة الإسلام المحمدي الأصيل ، ونهجه الوسطي المنيع ، ورحمانيته التي شملت العالَمين ، ورسالته العالمية السمحاء ، التي تستوعب كل الشعوب وثقافاتها ، وهذه المسؤولية تقع على عاتق العلماء العاملين من كل الطوائف والمذاهب من الذين يؤمنون بوسطية السلام منهجا وفكرا وسلوكا كي يبرزوا هذه الصورة المشرقة ويزيحوا عنها غبار التطرف والغلو والتكفير الذي نثره عليها المتطفلين على الإسلام ، والعودة بالأمة إلى ظِلال الوسطية ونسيمها الصافي ليعيش الجميع في أمن وأمان ووئام وسلام ، ويجدر بنا هنا أن نشير إلى المنهج الوحدوي الوسطي المعتدل الذي تميز وتمسك به ودعا إليه السيد الصرخي الحسني والذي تجلى في خطاباته وبياناته ومواقفه وسلوكه ، وترجمه إلى واقع عملي وشعور حقيقي ومسؤولية شرعية أخلاقية إنسانية تاريخية ، تسموا فوق الخطابات الانتهازية النفعية التي يُلقلق بها البعض مما لا تتجاوز دائرة الألفاظ الفضفاضة ليغطون بها على نزعتهم وممارساتهم التطرفية التي فتكت بالناس ، لأن هؤلاء لا يؤمنون بالوسطية والإعتدال منهجا قرآنيا وإنما هي مجرد ألفاظ وكلمات مرحلية تدفعهم نحو رفعها كشعار (للخداع) مصالحهم الشخصية وأجنداتهم ولذلك لا نجدها تأخذ حيزا في سلوكهم ومواقفهم ولم نرَ تطبيقاتها الحقيقية على ارض الواقع بل إنما هي للإستهلاك الإعلامي وما شهدته وتشهده الساحة العراقية من حقن وقتل وتهجير طائفي شاهد على كذب وزيف خطابات ودعوات الوحدة ونبذ العنف وحرية المعتقد التي تبجحوا بها... ،
ولقد طرح السيد الصرخي الحسني في بيان رقم 56 تحت عنوان (وحدة المسلمين ....في ....نصرة الدين ) مشروعا وحدويا وسطيا معتدلا شخص فيه العوامل التي تغذي التطرف والتكفير ، مع ذكر الحلول الجذرية الناجعة التي تنأ بالفرد المسلم عن هذا السرطان الذي نخر في الجسد الإسلامي ، وشدَّد أيضا على ضرورة احترام آراء الآخرين ، ولكل مسلم له حرية الإعتقاد ، لكن لا يصل إلى درجة تكفير الغير على نحو إباحة دمه وماله وعرضه ومقدساته حيث يقول :
(إخواننا أعزاءنا أهلنا نحن لا نريد إلغاء حريات الآخرين واختياراتهم عندما ندعوا للإخوّة والتآلف والمحبة والوحدة لان هذا غير ممكن ومستحيل ........ بل نريد احترام آراء الآخرين وليعتقد الإنسان المسلم بما يعتقد وعلى الآخرين احترامه واحترام اعتقاده ومذهبه ..بالرغم من انهم لا يعتقدون بصحة وتمامية ما يعتقده الآخر ...........)
ثم يقول : (ونكرر القول اننا لا نعترض على الفكر وتبنيه ولكن اعتراضنا على توظيفه في الافتراء والافك والبهتان على الآخرين وتكفيرهم وإباحة دمائهم وأعراضهم وأموالهم)
يمكنكم الإطلاع على تفاصيل البيان من خلال الرابط ادناه :



بقلم
احمد الدراجي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق