اضافة

السبت، 20 سبتمبر 2014

الجامعة الجعفرية الإسلامية ... من صرح علمي إلى ثكنة عسكرية ؟!



تعتبر الجامعة الجعفرية صرحا مهما من الصروح العلمية الحوزوية رغم حداثتها فهي جامعة تتناول العلوم الإسلامية والحوزوية ويضاف لها العلوم الأكاديمية بما في ذلك علوم الحاسبات وهذا دليل على إنها خطوة في مسار تطوير العلوم الإسلامية ومزجها مع العلوم العصرية لكي يصبح طالب العلم ملما بكل العلوم, وهي بذلك كسر النمط الروتيني في الحوزات الكلاسيكية التي اعتكفت على دراسة بعض المواد الحوزوية.
هذه الجامعة تأسست منذ عامين بمباركة ومجهود وتوجيه المرجع الديني العراقي العربي السيد الصرخي الحسني وكان الهدف منها كما أوضحنا هو مزج الحداثة مع العلوم الإسلامية لكي يكون طالب الحوزة مثقف ومطلع على كل العلوم والمعارف, وقد وصل عدد طلاب العلم فيها إلى (200) مائتي طالب, وأساتذتها من الأساتذة الأكفاء الحاصلين على أعلى الشهادات الأكاديمية والحوزوية .

وللعلم إن هذه الجامعة في أيام الزيارات والمناسبات الدينية تتحول إلى موكبا خدميا كبيرا لكل الناس ممن يقدمون إلى كربلاء لأداء مراسيم زيارة الإمام الحسين عليه السلام, حيث توفر للزائرين المنام والأكل بثلاث وجبات مع تقديم الوجبات السريعة طول اليوم وخلال أيام مراسيم الزيارة – الأربعينية وغيرها - ومن يخدم الزائرين هم الطلبة وأساتذتهم.

لكن حسد الحاسدين ومكر المخادعين والضغينة التي يحملها أعداء العلم والمعرفة ممن لا يردون إن تنكشف عوراتهم الفكرية والعلمية للعالم تخوفوا من وجود هكذا صروح علمية وبالخصوص هذه الجامعة لأنها تحمل اسم الإمام جعفر الصادق صاحب العلوم والمعارف ومن اسمه ومنهجه استلهم فكرة تأسيس هذه الجامعة, لذلك عمل الجهلاء وممن يروج للجهل أن يطفئ هذه الشمعة الوضاءة في سماء العراق وذلك من خلال اعتقال جميع الطلبة الملتحقين بهذه الجامعة وقتل العديد منهم وكذلك اعتقال عدد كبير من أساتذتها.

والأدهى والأمر من ذلك إن هذا الصرح العلمي العملاق بما يحمله من فكر إسلامي حضاري متجدد, تحول من مؤسسة تعلمية على ارقي مستوى إلى ثكنة عسكرية, فتحولت المأذنة التي تعلو تلك الجامعة إلى موقع قناصين الجيش والمليشيات؟! وتحولت القبة إلى عبارة عن سواتر للجيش وأما القاعات الدراسية والغرف تحولت إلى مخازن للعتاد والذخيرة ؟؟!! وتحولت هذا الصرح وهذا المكان العامر بذكر الله سبحانه وتعالى إلى ثكنة عسكرية تأوي الجيش والمليشيات التي تقوم بعمليات القتل والتخريب ؟؟!!.

هذا كله بأمر وبتوجيه من مؤسسة النجف الدينية وعن طريق وكيلها في كربلاء عبد المهدي الكربلائي وبمساعدة محافظ كربلاء الطريحي وبتنفيذ قائد عمليات الفرات الأوسط الغانمي والمليشيات الأخرى وحراس الحضرتين الحسينية والعباسية ؟؟!!.

هكذا هو حال العلم في العراق فأعداءه كثر ولامجال لوجود العلم الحقيقي لأنه لو وجد لكشفت حقائق هؤلاء المخادعين المتسلقين لسلم الزعامة والقيادة الدينية دون أي وجه حق, فلماذا يا ترى هكذا الاستخفاف بالعلم وصروح العلم والمعرفة ؟! ولماذا هذه الجامعة دون غيرها من الجامعات ؟ هل لأنها عراقية عربية وتحمل فكر الإمام الصادق عليه السلام ومنهج الصدرين المقدسين ؟! هل لأنها جامعة تابعة للمرجع الأعلم السيد الصرخي الحسني ؟ لكنهم نسوا أن عجل العلم لن ولم تتوقف مهما فعلوا ومهما حاولوا في محاربتهم للعلم,,,, ولتبقى الجامعة الجعفرية تعاني المظلومية التي عاناها جامع السيد محمد باقر الصدر قدس سره في الناصرية الذي أيضا تحول إلى ثكنة عسكرية لمدة تجاوزت الأربع سنوات إلى إن تم إزالته وتجريفه بالشفلات ليلا بأمر المالكي وبتوجيه المؤسسة الدينية وكذا الحال بالنسبة لبقية المكاتب والمساجد والحسينيات التي لا تزال إلى هذه اللحظة هي عبارة عن ثكنات عسكرية...


احمد الملا 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق