اضافة

الأربعاء، 12 نوفمبر 2014

( ﻗﺼّﺔ ﻗﺼﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ)



ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺍﻟﺸﻬﻴﺪ ﻣﺤﻤﺪ ﺗﻘﻲ

ﻫﻮ ﻳﻌﺮﻑ ﺃﻧﻪ ﺑﻌﺪ ﻟﺤﻈﺎﺕ ﺳﻴﻐﺎﺩﺭ
ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ
ﻟﻜﻨّﻪ ﻗﺒﻞ ﺍﻥ ﻳﻐﺎﺩﺭﻫﺎ ﺗﻔﺤّﺺ ﻭﻧﻈﺮَ ﺣﻮﻟﻪ
ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺃُﻣّﻪ.
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻄﻔﻞ " ﻣﺤﻤﺪ ﺗﻘﻲ" ﻷﻣﻪ ﻳﻜﻠّﻤﻬﺎ ﻭﻫﻮ
ﻳﺒﺘﺴﻢ ﻭﺭﺃﺳﻪ ﻓﻲ ﺣﺠﺮﻫﺎ :
- ﻳﺎﺃﻡ ﻟﻘﺪ ﻗﺘﻠﻮﻧﻲ ﺑﺜﻤﺎﻥ ﺭﺻﺎﺻﺎﺕ .. ﻭﺃﺧﺬ ﻳﺸﻴﺮ
ﻟﻬﺎ ﺑﻴﺪﻩ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﻭﻳﺪﻟّﻬﺎ ﻋﻠﻰ
ﻣﻮﺍﺿﻊ ﺍﻟﺮﺻﺎﺻﺎﺕ ﺍﻟﻤﻮﺯّﻋﺔ ﻓﻲ ﺟﺴﺪﻩ، ﻫﻨﺎ ﻭﻫﻨﺎ
ﻭﻫﻨﺎ ﻭﻫﻨﺎ ﻭﻫﻨﺎ ﻭﻫﻨﺎ ﻭﻫﻨﺎ ﻭﻫﻨﺎ.
ﻛﺎﻧﺖ ﺃُﻣّﻪ ﺗُﺼﻐﻲ ﺃﻟﻴﻪ ﻣﻞﺀ ﺟﻮﺍﺭﺣﻬﺎ ﻭﺩﻣﻮﻋﻬﺎ
ﺗﻨﻬﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﺧﺪَّﻳﻬﺎ ﻭﺗﻘﻮﻝ ﻟﻪ :
- ﺑﻨﻲ ﺑُﻌﺪﺍ ﻟﻬﻢ ﻭﺑﻌﺪﺍ ﻟﻠﻘﻮﻡ ﺍﻟﻤﺠﺮﻣﻴﻦ، ﺑﻨﻲ
ﻻﺗﺨﻒ ﺍﻧﺖ ﺑﺨﻴﺮ، ﺍﻧﺎ ﻣﻌﻚ ..
- ﻻﻳﺎﺃﻡ ﻟﺴﺖ ﺧﺎﺋﻔﺎ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﺑﺪﺍ ﺃﻧﺎ ﻗﻮﻱ ﻭﻻﺍﺯﺍﻝ
ﺣﻴّﺎ ﻭﻟﻢ ﺃﻣﺖ ﻓﺄﻧﺎ ﺷﺠﺎﻉ .
ﻗﺎﻟﺖ ﻟﻄﻔﻠﻬﺎ ﻭﻫﻲ ﺗﻜﻔﻜﻒ ﺩﻣﻮﻋﻬﺎ :
- ﻧﻌﻢ ﺑﻨﻲ ﺍﻧﺖ ﻗﻮﻱّ ﻭﺷﺠﺎﻉ ﻛـ ﺃﺑﻴﻚ ﻭﻋﻤّﻚ " ﺍﺑﺎ
ﺻﻼﺡ ."
ﺇﻧﺘﻔﺾ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ﻛﻤﺎ ﻳﻨﺘﻔﺾ ﺍﻟﻄﻴﺮ ﺍﻟﻤﺠﺮﻭﺡ ﻣﺎﺃﻥ
ﺳﻤﻊ ﺃُﻣﻪ ﺗﻠﻔﻆ ﺍﺳﻢ ﻋﻤّﻪ " ﺍﺑﺎ ﺻﻼﺡ"
ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻬﺎ :
- ﻳﺎﺃُﻡ ﻟﻘﺪ ﻗﺘﻠﻮﺍ ﻋﻤّﻲ ﻭﺭﻣﻮﻩ ﻣﻦ ﺳﻄﺢ ﺍﻟﺒﻴﺖ
ﺍﻟﻰ ﺍﻻﺭﺽ، ﻳﺎﺃﻡ ﻟﻘﺪ ﻗﺘﻠﻪ ﺍﻟﺠﻨﻮﺩ، ﻭﻛﻨﺖ
ﻣﻊ ﻋﻤّﻲ "ﺍﺑﺎ ﺻﻼﺡ" ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺟﺎﺀ ﺍﻟﺠﻨﻮﺩ
ﻭﺩﺍﻫﻤﻮﺍ ﺑﻴﺘﻪ، ﻭﺃﻟﻘﻮﺍ ﺍﻟﻘﺒﺾ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻛﺘّﻔﻮﻩ
ﻭﺑﺪﺃﻭﺍ ﻳﻀﺮﺑﻮﻧﻪ ( ﺟﻤﻴﻌﻬﻢ) ﺑﺒﻨﺎﺩﻗﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻪ
ﻭﺻﺪﺭﻩ ﻭﺃﻃﻠﻘﻮﺍ ﺭﺻﺎﺻﺔ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﻭﻗﻊ ﻋﻤّﻲ ﺍﻟﻰ ﺍﻻﺭﺽ ﻭﻫﻮ ﻳﺘﻠﻮّﻯ ﻣﻦ ﺍﻷﻟﻢ ..
ﺃﺧﺬ ﺍﻟﻄﻔﻞ " ﻣﺤﻤﺪ ﺗﻘﻲ" ﻳﻘﺺ ﻋﻠﻰ ﺃﻣّﻪ ﻗﺼّﺔ
ﻛﻴﻒ ﺩﺍﻫﻢ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺑﻴﺖ ﻋﻤّﻪ "ﺍﺑﺎ ﺻﻼﺡ"
ﻭﺭﺁﻫﻢ ﻛﻴﻒ ﻳﻌﺬّﺑﻮﻧﻪ ﻭﻳﻘﺘﻠﻮﻧﻪ ﺃﻣﺎﻡ ﻋﻴﻨﻴﻪ. ﻭﺫﻛﺮ
ﻟﻬﺎ ﻛﻴﻒ ﻗﺘﻠﻮﻩ ﻫﻮ ﻭﻟﻤﺎﺫﺍ ﺭﻣﻮﻩ ﺑﺎﻟﺮﺻﺎﺹ
ﺭﻏﻢ ﺻﻐﺮ ﺳﻨّﻪ ..
- ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻟﻌﻤّﻲ ﺳﻨﺤﺮﻕ ﻗﻠﺒﻚ ﺑﻮﻟﺪﻙ ﻫﺬﺍ ﻭﻧﻘﺘﻠﻪ
ﺃﻣﺎﻡ ﻋﻴﻨﻴﻚ، ﻓﺼﺎﺡ ﻋﻤّﻲ ﺑﻬﻢ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻬﻢ:
ﺍﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺑﺪ ﻓﺄﻗﺘﻠﻮﻧﻲ ﺍﻧﺎ ﻣﺎ ﺫﻧﺐ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ .. ﻣﺎﺫﻧﺐ ﺍﻻﻃﻔﺎﻝ ﻳﺎﻣﺠﺮﻣﻴﻦ؟ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻟﻪ:
ﻟﻨﺤﺮﻕ ﻗﻠﺒﻚ ﻋﻠﻴﻪ .. ﺛﻢ ﺃﻣﺮَ ﺃﺣﺪَﻫﻢ ﺟﻨﺪﻱّ ﺁﺧﺮ
ﻣﺸﻴﺮﺍ ﺃﻟﻲ: ﺍﻥ ﺃﻗﺘﻠﻪ ..
ﻳﺎﺃﻡ ﺻﻮّﺏ ﺍﻟﺠﻨﺪﻱ ﺑﻨﺪﻗﻴّﺘﻪ ﻧﺤﻮﻱ ﻭﺭﺷﻘَﻨﻲ
ﺑﺜﻤﺎﻥ ﺭﺻﺎﺻﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﺳﻔﻞ ﻳﺴﺎﺭﻱ ﺍﻟﻰ ﺑﻄﻨﻲ
ﻭﺻﺪﺭﻱ ﻭﺣﺘﻰ ﻛﺘﻔﻲ .. ﻗﺎﻝ ﻟﻬﺎ ﻭﻫﻮ ﻳﻀﺤﻚ
ﺃﻭﻗﻌﺖ ﻧﻔﺴﻲ ﻭ ( ﻋﻤﻠﺖ ﻧﻔﺴﻲ ﻣﻴّﺖ) .
ﻛﺎﻧﺖ ﺃُﻣّﻪ ﺗﻤﺴﺢ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻪ ﻭﺗﻘﺒّﻠﻪ ﺑﺤﻨﻮٍ ﻋﻈﻴﻢ
ﻭﺗﻨﻈﺮ ﺃﻟﻴﻪ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﻭﻳﻀﺤﻚ ﻭﻫﻲ ﻣﺪﻫﻮﺷﺔ
ﻣﻨﻪ، ﻭﻛﺄﻥّ ﺟﺴﺪﻩ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ﺫﺍ ﺍﻟﺴﺖ ﺳﻨﻴﻦ ﻟﻢ
ﺗﺘﻮﺯﻉ ﺛﻤﺎﻥ ﺭﺻﺎﺻﺎﺕ ﻋﻠﻴﻪ ..
ﺣﺘﻰ ﺃﻧﻬﺎ ﺃﻳﻘﻨﺖ ﺑﻮﻟﺪﻫﺎ ﺳﻴﻌﻴﺶ ﻭﻗﺪ ﻛُﺘﺒﺖ ﻟﻪ
ﺍﻟﻨﺠﺎﺓ ..
ﻋﺎﺩﺕ ﺍﻷﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻤﺸﻔﻰ ﻣﺤﻤّﻠﺔ
ﺑـ ( ﺍﻟﺤﻠﻴﺐ ﻭﺍﻟﻌﺼﺎﺋﺮ ﻭﺍﻟﺸﻴﺒﺲ ﻭﻧﺴﺎﺗﻞ
ﺍﻟﺸﻮﻛﻮﻻﺗﻪ)
ﻫﺬﻩ ﺍﻻﺷﻴﺎﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻥ ﻭﻟﺪﻫﺎ " ﻣﺤﻤﺪ ﺗﻘﻲ"
ﻳﺤﺒﻬﺎ ﺟﻠﺒﺘﻬﺎ ﻟﻮﻟﺪﻫﺎ ﻟﻄﻔﻠﻬﺎ ﻟﺼﻐﻴﺮﻫﺎ ﻟﻌﻠّﻪ ﻳﺄﻛﻞ
ﻣﻨﻬﺎ،
ﻭﻫﻲ ﻓﺮﺣﺔ ﻣﺴﺮﻭﺭﺓ ﻭﻣﺴﺘﺒﺸﺮﺓ ﺧﻴﺮﺍ، ﺩﺧﻠﺖ
ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﻭﺫﻫﺒﺖ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﺍﻟﻰ ﺳﺮﻳﺮ ﻭﻟﺪﻫﺎ ﻓﻮﺟﺪﺗﻪ
ﻓﺎﺭﻏﺎ .. ﻓﺼﺮﺧﺖ ﺑﻘﻮﺓ : ﻭﻟﺪﻱ ﻣﺤﻤﺪ ﺗﻘﻲ، ﺍﺑﻨﻲ
ﺍﻳﻦ ﺍﺧﺬﺗﻤﻮﻩ ..؟
ﻟﺤﻈﺎﺕ ﺣﺘﻰ ﻣﻠﺌﺖ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﺑﺎﻻﻃﺒﺎﺀ ﻭﺍﻟﻤﻤﺮﺿﻴﻦ
ﻭﺗﺠﻤﻬﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺣﻮﻟﻬﺎ ﻭﻫﻲ ﺗﺼﻴﺢ :
ﻭﻟﺪﻱ ﻣﺤﻤﺪ ﺗﻘﻲ ﺍﻳﻦ ﻭﻟﺪﻱ ﺑﺎﻻﻣﺲ ﺗﺮﻛﺘﻪ ﺑﺨﻴﺮ؟
ﺻﺎﺡ ﺑﻬﺎ ﺍﺣﺪﻫﻢ : ﻭﻟﺪﻙ ﻣﺎﺕ.
ﻟﻜﻦ ﻃﺒﻴﺒﺎ ﺁﺧﺮ ﺃﺳﺮّﻫﺎ ... : ﻟﻘﺪ ﻗﺘﻠﻮﻩ ﺑـ ﺣﻘﻨﺔ
ﺳﺎﻣّﺔ .
( ﻗﺼّﺔ ﻗﺼﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ)
ﺻﻔﺎﺀ ﺍﻟﻬﻨﺪﻱ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق