
ولكي تكون القضية واضحة في أذهان الأجيال وتكون الحجة بالغة على الجميع يمكن القول إن معرفة ذلك يتبين لنا من بعض مواقف الرسول الخاتم (صلى الله عليه واله) في ذلك اليوم إضافةً لبعض القرائن المكانية والزمانية والفعلية التي صاحبت ذلك، أما المكان فقد كان غدير خم : أي كلما ذُكر هذا المكان انصرف الذهن مباشرة لهذا الحدث، وأما الزمان فهو بعد انتهاء مناسك الحج : وقد دُعيّ الألوف في ذلك الهجير وأُمر بإرجاع من تقدم والتحاق من تأخر فكل ذلك لابد من انه يشير إلى وجود حدث عظيم وأمر خطير ... وأما الفعل فهو لنبي الأمة (صلى الله عليه واله) : فقد خطب بابي وأمي (صلوات الله وسلامه عليه) خطبته المعروفة في تلك الأجواء وتلك الظروف، وسأنقل لكم نص الخطبة من مصادر إخوتنا أهل السنة والجماعة من الأنصاف لهم ولتكون الحجة ابلغ : ((( أخرج الطبراني وغيره بسند مجمع على صحته عن زيد بن أرقم قال: خطب رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) بغدير خم تحت شجرات فقال: (( أيها الناس يُوشكُ أن أدعى فأجيب، واني مسؤول وإنكم مسؤولون، فماذا أنتم قائلون؟ قالوا: نشهد أنك قد بلغت وجاهدت ونصحت فجزآك الله خيراً، فقال: أليس تشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله، وأن جنته حق، وأن ناره حق،وأن الموت حق وأن البعث حق بعد الموت،وأن الساعة آتية لا ريب فيها، وأن الله يبعث مَن في القبور؟ قالوا: بلى نشهد بذلك، قال:اللهم اشهد، ثم قال: يا أيها الناس إن الله مولاي، وأنا مولى المؤمنين، وأنا أولى بهم من أنفسهم ، فمن كنت مولاه فهذا مولاه ـ يعني علياً ـ اللهم والِ من والاه، وعادِ من عاداه، ثم قال: يا أيها الناس إني فَرِطِكُم (الفرط يعني السبق)، وإنكم واردون عليّ الحوض ؛ حوضٌ أعرض مما بين بصري إلى صنعاء فيه عدد النجوم قد حان من فضة، واني سائلكم حين تردون عليّ عن الثقلين، كيف تخلفوني فيهما، الثقل الأكبر كتاب الله عز وجل ، سببٌ طرفه بيد الله تعالى وطرفه بأيديكم ، فاستمسكوا به لا تضلوا ولا تبدلوا، وعترتي أهل بيتي فانه قد نبأني اللطيف الخبير أنهما لن ينقضيا حتى يردا عليّ الحوض)) ...وكما قلنا أيها الأحبة إن يوم الغدير حدث عظيم وتأتي العظمة من خلال القراءة الموضوعية لذلك الحدث فالمبلغ خاتم الأنبياء واليوم يوم الحج والمبلغ عنه إمام الموحدين وسيد الوصيين هذه العوامل الثلاثة تشير إلى خطورة وعظمة وأهمية الموقف فالرسول الأعظم (صلى الله عليه واله وسلم ) يمثل ذروة العقل البشري الذي سمى ووصل قاب قوسين او ادنى وهو خير الكائنات والسبب لوجود الكون ومافيه . والحج الفريضة المقدسة التي تربوا إليها جميع العيون وتعلقت بها جميع القلوب والإمام علي غني عن التعريف لما أفصح عنه القرا ن والسنة وخير شاهد على ذلك يوم الراية ويوم الخندق , وآيات الولاية والتطهير …
فأي أهمية وأي خطر في هذه الحادثة . اذا القضية واضحة وبعد معرفة هذه الامور تكون المسؤولية عظيمة وخطيرة على معرفتها فليس المهم هو الفرح واقامة الحفلات بل المهم هو معرفة الامتداد التاريخي لهذه المناسبة والنتائج التي يحصل عليها الفرد عند معرفته لعظمة ذلك اليوم والواجب الشرعي اتجاه ذلك الحدث وان الشيء المهم هو تطبيق نهج صاحب هذا اليوم والعمل بما أراد وبما يرضي هذه الشخصية لقول الإمام الحسين عليه السلام (رضا الله رضانا أهل البيت ) وفي النتيجة يكون الإنسان مؤهلا ليكون ممن يساهم بالتطبيق الكامل لأهداف ونتائج ذلك اليوم على يد قائم ال محمد وهذا لايحصل إلى عند الأندر الأندر ممن فهم ووعى ذلك اليوم والامتداد التاريخي لذلك اليوم من ادم (عليه السلام) الى قيام قائم ال محمد وهذا يتطلب جهد وجهد ومشقة وصبر وثبات أسال الله ان يجعلنا ممن سار على نهج امير المؤمنين بالقول والفعل وصدق بالعهد والميثاق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق