اضافة

الأحد، 23 فبراير 2014

"حُجِّية القُبَّة".. بين السيد الصرخي الحسني وابن نما






لقد حرص الإسلام على تبيان الضوابط والمعايير والأسس التي تُمَكِّن الإنسان من معرفة الحق وتمييزه عن الباطل ، وحدَّد له الطرق السليمة في البحث والتقييم والتشخيص والتفكير ، حتى لا تلتبس عليه الأمور ، يقول الإمام علي "عليه السلام" : (إن الحق لايعرف بالرجال ، إعرف الحق تعرف أهله)
هذه الضابطة والمعيار التي نطق بها مَن كان مع الحق والحق معه ، ينبغي أن تكون هي المِجهر لأية عملية تنقيب ودراسة وتحليل وتقييم للرجال وتشخيص مواقفهم ، حتى تُتَوَّج العملية بنتائج صائبة وسليمة ، ولهذا يُخطئ من يختزل الحق في الرجال أو الكثرة العددية أو تقمّص المناصب أو التلبّس بالعناوين أو ما يصوره الإعلام المأجور أو غيرها من الأمور التي لم تكن في يوم من الأيام معيارا أو ضابطا لمعرفة الحق والحقيقة ، ولا طريقا لتقييم المواقف وتشخيصها ،
ومن هنا ننطلق لتسليط الضوء على بعض ما جاء في المحاضرة الرابعة التي ألقاها السيد الصرخي الحسني يوم الخميس 20 شباط 2014 ، ضمن سلسلة محاضرات ((تحليل موضوعي في العقائد والتاريخ الإسلامي )) ، ناقش فيها آراء "ابن نما" ، وأدلته على صلاح المختار الثقفي ، ونحن هنا نتناول منها ما هو مرتبط بمقدمة ما ذكرناه ، فسنجد وبكل وضوح غياب التحليل الموضوعي ، وعدم إعتماد الضوابط والمعايير المتبعة في معرفة الحق والحقيقة والبحث والتحليل والتقييم في الأسلوب الذي سار عليه "ابن نما" في إثبات صلاح المختار وصحة معتقده وسلوكياته ، حيث يعتبر وجود قبة على قبره تُضاهي قبة مسلم بن عقيل "عليه السلام" في الكوفة من ضمن الأدلة على صلاح المختار... !!!!،
لا ادري من أين أتي "ابن نما" بهذا الدليل ؟!!،هل أتى به من القرآن ، أم من السُنة ؟!!، ثم متى أصبحت القبة دليل على الخير والصلاح ؟!!، ألا توجد قُبَب على قبور البعض ممن هو خارج عن دائرة الإسلام ، فهل نحكم بصلاحه وصحة عقيدته ؟!!،، وهل أن مَن لم توضع قبة على قبره فهو ليس على حق وصلاح ، ومن هنا يتفرع السؤال : هل أن أئمة البقيع عليهم السلام التي هُدِّمَت قبورُهم فقدوا منزلتهم وأحقيتهم لعدم وجود القبة ؟!!!،
هذا ما أشار إليه السيد الصرخي الحسني عندما ناقش هذا الدليل من جانبين :
الأول : تساءل السيد عن كيفية حصول العلم عند "ابن نما" بوجود قبة على قبر المختار ، علما أن الشواهد التاريخية تشير إلى إن القبر اكتشف بعد وفاة "ابن نما" بمئات السنين ؟؟!!!!
الثاني : أيضا تساءل السيد : هل أن القبة تدل على الخير والصلاح والحق ...،
حيث قال سماحته "دام ظله" بهذا الخصوص ((أنا فقط أسجل هذا الأمر، هل القبة دليل على خير؟! توجد أشعار مقارنة بين قبر أمير المؤمنين "سلام الله عليه"، بين قبور الأولياء، قبر زينب، قبر أعداء زينب ،
الآن كما هو مشاع الآن السلفية الوهابية التكفيرية يريدون هدم قبر زينب "سلام الله عليها" الآن هل صارت زينب على باطل؟! عندما تهدم قبة زينب"
وأضاف سماحته فيما يخص الشأن ذاته "الآن السفياني على الأبواب دخل إلى النجف أو كربلاء وهدم لا سامح الله قبة كربلاء لا أبقانا الله في الحياة وتهدم قبة الأئمة "سلام الله عليهم" لكن فرض المحال ليس بمحال لكن لو هدمت كما هدمت سابقا هل يكون الأئمة على باطل؟!، نحن نتعامل مع هذا النوع من الشرك ليس بالشرك الخفي وإنما الشرك الجلي، نتعامل مع المادة والطبيعة نعبد المادة والطبيعة حتى لو ارتفعت إلى السماء القبب ، هل تدل على أحقية شيء أو شخص؟ لا تدل على أحقية شخص"، وأضاف أيضا هذه ليست ادلة ناجحة أو ناجعة على أحقية شيء ...، الآن لو سيطر التكفيريّون السَلفيّون في الشام ، ماذا سيحصل ؟، يُبنى قبر معاوية وتُعمل له القُبب الشاهقة ، ماذا يقال ؟، صار على حق معاوية ؟!!!، نحن المفروض نتحدث مع الدليل ونتحدث بالدليل سواء وجد القبر أو لم يوجد القبر ، درست قبور أهل البيت في البقيع ، هل هذا يدل على عدم أحقية أهل البيت وإنتفاء دليل أهل البيت ؟!!، هذا ليس بصحيح...))

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق